تعد تقنيات الزراعة النسيجية الحيوانية العمود الفقري والخطوة الاولى لجميع التطبيقات الطبية والعلاجية والصيدلانية ومنها ابحاث وتطوير الادوية والعلاجات لجميع الامراض. تشير الأدلة البحثية المتراكمة إلى أن سلوك الخلايا البشرية والحيوانية في بيئة زرعية ثنائية الابعاد يختلف تمامًا عن سلوكها عند تنميتها في بيئة زرعية ثلاثية الأبعاد. كما وتتطلب الخلايا البشرية والحيوانية ومنها الخلايا الجذعية ظروف نمو صارمة في بيئة تحاكي بيئة الخلايا داخل الجسم الحي والتي هي ثلاثية الابعاد لغرض الحصول على نتائج بحثية دقيقة و قريبة من الواقع.كما وتشير البحوث العلمية الى ان 90% من الادوية ومنها ادوية علاج الاورام والسرطان التي يتم فحصها على خلايا مزروعة في بيئية ثنائية الابعاد تثبت فشلها عند تطبيقها في العلاجات التجريبية وعلى النماذج الحيوانية. وعليه قامت البلدان المتقدمة بتطوير تقنيات الزراعة النسيجية ثلاثية الابعاد من مواد مختلفة منها حيوانية المنشأ ومنها نباتية المنشأ والتي اثبتت عدم كفائتها بسبب اخلاقيات البحث العلمي التي تنهى عن استخدام المصادر الحيوانية والنباتية في البحوث والتطبيقات العلاجية الخاصة بالبشر. لذلك توجهت الانظار نحو تطوير سقالات زراعية من مواد غير حيوانية او نباتية ومنها مادة البوليستايرين المصنع وهذا النوع يستخدم في بريطانيا. بالاضافة الى ذلك فان تقنية الزراعة النسيجية ثلاثية الابعاد غير متوفرة في العراق مما ولد فجوة كبيرة في البحث العلمي في العراق عنه في الدول المتقدمة التي غالبا ما تستخدم تقنيات الزراعة النسيجية ثلاثية الابعاد في بحوثها لاغراض التطبيقات العلاجية. وعليه ولغرض تضييق الفجوة في البحث العلمي بين العراق والدول المتقدمة في تخصص الزراعية النسيجية البشرية والحيوانية ولتطوير سقالة من مواد غير حيوانية او نباتية تم تطوير سقالة للزرع الخلوي ثلاثي الأبعاد من مواد متوفرة محليا غير مكلفة وهي (الفلين المحلي الخامل قليل الكثافة) والذي لم يتم استخدامه مسبقا لا في العراق ولا في دولة اخرى - حسب علمنا- لتصنيع سقالة زرع نسيجي ثلاثي الابعاد. تم انشاء السقالة واختبار قدرتها على مقاومة المحاليل الكيميائية والبيولوجية وعدم ذوبانها أو تفككها بفعل هذه المحاليل وتم استخدام المجهر الإلكتروني الماسح (SEM) لقياس سمك وحجم المسامات للسقالة المطورة. بالإضافة إلى اختبار ملاءمتها وعدم سميتها لتنمية الخلايا البشرية حيث نُميت عليها خلايا الأرومة الليفية البشرية لفترة ٢٨ يوما. أظهرت النتائج الحصول على تركيب غشائي مسامي رقيق ذو سمك (٥٠٠-٧٠٠ مايكروميتر) يحتوي تجاويف وأخاديد مقاوم للمحاليل البايولوجية والكيميائية. كما وتمكنت خلايا الأرومة الليفية البشرية من النمو والانتشار باتجاهات مختلفة داخل السقالة والنمو ككتلة شبيهة بالنسيج داحل الجسم الحي وبالتالي تحتفظ بخصائص مماثلة للخلايا داخل الجسم الحي. يستنتج بإن السقالة المطورة تمثل بيئة زرعية ثلاثية الأبعاد مكنت الخلايا من النمو عليها والبقاء في الوسط الزرعي لفترة أطول مما في الوسط الزرعي ثنائي الأبعاد مما يسمح بالبحث واختبارات الأدوية وإجراء التطبيقات العلاجية للحصول على نتائج دقيقة لا يمكن تحقيقها عبر الزرع الخلوي في بيئة ثنائية الأبعاد.